Thursday, June 30, 2011

فضل الجهاد في سبيل الله

______1

 

فضل الجهاد في سبيل الله

خص الله تعالى الجهاد في سبيله بأجور عظيمة وهبات جسيمة ، وجعل المجاهدين في أعلى المنازل ، وأكرمهم بأعظم النزائل ، وجعل الشهداء منهم أحياء ، ولسبعين من أهلهم شفعاء فطوبى لمن حصل على هذا الأجر

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله دلني على عمل يعادل الجهاد فقال عليه السلام لا أجده ثم قال : هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر وتصوم ولا تفطر ؟ فقال : ومن يستطيع ذلك يا رسول الله

قال الإمام ابن حجر : وهذه فضيلة ظاهرة للمجاهد في سبيل الله تقتضي ألا يعدل الجهاد بشيء من الأعمال

وهل تعلم يا أخي إن الجهاد كان أمنية نبينا صلى الله عليه وسلم حيث قال  والذي نفسي بيده ما من جرحٍ يجرح في سبيل الله ، إلا جاء يوم القيامة كهيئته يوم جرح ، لونه لون الدم ، وريحه ريح المسك ، والذي نفس محمد بيده 

لولا أن أشق على أمتي ، ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبداً ، ولكن لا أجد سعةً فأحملهم ، ولا يجدون سعة ... لوددت أن أغزو في سبيل الله ثم أقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل

أرأيت أيها الأخ الكريم ما هي أمنيته عليه السلام

يقول صلى الله عليه وسلم : للشهيد عندالله ست خصال : يُغفر له في أول دفعة من دمه ، ويُرى مقعده من الجنة ، ويُجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار ، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ، ويُزوج من اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ، ويٌشفّع في سبعين من أهل بيته رواه الترمذي ، وهو صحيح

ويقول صلى الله عليه وسلم : من مات ولم يغزُ ، ولم يحدّث نفسه بالغزو ، مات على شعبة من نفاق  رواه مسلم

جهاد المرأة

سألت عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم هل على النساء جهاد ؟ فقال : عليهن جهاد لا قتال فيه ، الحج والعمرة ، وقالت رضي الله عنها استأذنت الرسول في الجهاد فقال لها : جهادكن الحج

ومما يمكن للمرأة أن تجاهد فيه ما يلي

خدمة المجاهدين في أرض المعركة ، كمداواتهم ، وقد كن الصحابيات رضوان الله عنهن يداوين الجرحى من المعارك ، ويحملن لهم  قرب الماء وغيرها من أمور

الإنفاق في سبيل الله كما ذكر شيخ الإسلام أن على النساء الجهاد بأموالهن

طاعة المرأة لزوجها وحسن تبعلها له ، وتعاونها معه على البر والتقوى

تعلم العلم الشرعي وحفظ القرآن

دعوة نساء الحي ، ونشر الخير بينهن ، وتحذيرهن من الفتن والشرور

دعوة الطالبات إن كانت طالبة أو مدرّسة ، دعوتهن إلى الخير ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

هذه من الأمور التي تجاهد فيها المرأة المسلمة ، لتشارك غيرها في الأجر

أسأل الله تعالى أن يحي حب هذه الشعيرة في قلوبنا ، وألا يجعلنا ممن يحب الدنيا ويكره الموت ، فإنهما آفتان كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخوف منهما

Wednesday, June 29, 2011

أسماء الله الحسنى - الرءوف

 

الرءوف :

اسم الله الرءوف يدل على ذات الله وعلى صفة الرأفة بدلالة المطابقة ، ولم أقف على

نص صحيح في التصريح بالوصف ، وقد ذكر الله تعالى أنه جعل الرأفة في قلوب بعض

عباده فقال : } وَجَعَلنَا فِي قُلُوبِ الذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً { [الحديد:27] ، والاسم يدل

باللزوم على الحياة والقيومية ، والعلم والرحمة واللطف والإحسان ، وغير ذلك من

أوصاف الكمال ، واسم الله الرءوف دل على صفة من صفات الأفعال .

الرءوف صيغة مبالغة من اسم الفاعل الرائف ، وهو الموصوف بالرأفة ، فعله رَأَفَ به

يَرْأَف رَأْفة ، والرأفة في حقنا هي امتلاء القلب بالرقة ، وهي أشد ما يكون من الرحمة ،

وقيل : بل شدة الرحمة ومنتهاها ، قال تعالى : } الزَّانِيَة وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُل وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ

جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ { [النور:2] ، يعني لا تنظروا بأي اعتبار يمكن أن

يمنحهم شيئا من الرحمة والرقة ، فلا ترحموهما فَتُسْقِطُوا عنهما ما أَمَرَ الله به من الحد ،

ويمكن القول أن الرحمة تسبق الرأفة ، فالرأفة هي المنزلة التي تعقبها يقال : فلان رحيم

فإذا اشتدت رحمته فهو رءوف ، فالرأفة آخر ما يكون من الرحمة ولذلك قدمت الرأفة

على الرحمة في وصف نبينا كما قال تعالى : } بِالْمُؤْمِنِينَ رءوف رَحِيمٌ { [التوبة:128] ، وذلك

على اعتبار أن الرأفة مبالغة في الرحمة ، والمبالغة في الرحمة تتعلق بخاصة المؤمنين ، أما

الرحمة في اسمه الرحمن فإنها تتعلق بالخلائق أجمعين ، فالأمر في الرأفة والرحمة على قدر

الولاية والإيمان وعلى حسب علو الهمة في عمل الإنسان وقد كانت رأفة النبي بأصحابه ما بعدها رأفة ([1]) .

والرءوف سبحانه هو الذي يتعطف على عباده المؤمنين بحفظ سمعهم وأبصارهم وحركاتهم

وسكناتهم في توحيده وطاعته وهذا من كمال الرأفة بالصادقين ، روى البخاري من

حديث أَبِى هُرَيْرَةَ t عن النبي في الحديث القدسي : ( وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ

إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ

الذِي يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الذِي يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ التِي يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ التِي يَمْشِى بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِي

لأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ ) ([2]).

وكذلك الرءوف يدل على معنى التعطف على عباده المذنبين ، فيفتح لهم باب التوبة ما لم

تغرغر النفس أو تطلع الشمس من مغربها ، فقد روى مسلم من حديث أبي هريرة t أن رسول الله قال : ( مَنْ تَابَ قَبْل أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللهُ عَليْه ) ([3]) ، وعنده أيضا

من حديث أَبِي مُوسَى الأشعري t أنِ النَّبِيِّ قَال : ( إِن اللهَ عَزَّ وَجَل يَبْسُطُ يَدَهُ بِالليْل ليَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ ليَتُوبَ مُسِيء الليْل حتى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ) ([4]) ،

والرءوف أيضا هو الذي يخفف عن عباده فلا يكلفهم ما يشق عليهم أو يخرج عن وسعهم

وطاقتهم ، قال تعالى : } يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفاً { [النساء:28] ، وقال : } لا يُكَلفُ اللهُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا { [البقرة:286] ([5]) .

 



(1)       انظر في المعني اللغوي : لسان العرب 9/ 112 ، وروح المعاني 2/7 ، واشتقاق أسماء الله ص86 .

(1)       البخاري في الرقاق ، باب التواضع 5/2384 (6137) .

(2)       مسلم في الذكر والدعاء والتوبة ، باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه 4/2076 (2703) .

(3)       مسلم في كتاب التوبة  ، باب قبول التوبة من الذنوب وإن تكررت الذنوب والتوبة 4/2113 (2759) .

(4)  شرح أسماء الله الحسنى للرازي ص341 ، وتفسير الأسماء الحسنى للزجاج ص62 ، والأسماء والصفات

للبيهقي ص77 ، والمقصد الأسنى للغزالي ص124 ، والأسنى للقرطبي 1/172.

الجهاد

__

الجهاد

تعريف الجهاد عند الفقهاء هو:- بذل الجهد والطاقة والمشقة للقتال في سبيل الله.

 

و الدليل على الجهاد من القرآن قول الله تعالى "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ " و قوله تعالى " انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ " و قوله تعالى " وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ" و قول الله تعالى " وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا" و قوله تعالى " وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ " و دليله من السنة قول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله " و خبر مسلم " لغدوه أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا و ما فيها " .

حكم الجهاد :


    و حكم الجهاد في الإسلام هو يكون فرض أي واجب على المسلم وله حالتان و هما إما أن يكون الجهاد (( فرض كفاية )) و إما أن يكون الجهاد (( فرض عين )).

أولاً – أ:-  معنى كلمة (( فرض كفاية )) ؟ هو أن يجب و من الواجب الذي سوف نحاسب علية أن تخرج فئة للقتال و فئة أخرى تبقى داخل البلد للموعظة و وعظ الناس و هكذا يكون فرض كفاية ، و الفئة التي تخرج للقتال هي الفئة القوية القادرة على تحمل مشقة الجهاد ، أما الفئة التي تظل بالبلد هم الشيوخ و الأطفال و النساء و الذين يكونوا قادرين على موعظة الناس.

ب :-  متى يكون الجهاد (( فرض كفاية )) ؟ يكون الجهاد فرض كفاية إذا احتل العدو بلد من بعض بلاد المسلمين يكون الجهاد في هذه الحالة فرض كفاية على البلاد المسلمة البعيدة عن البلد المحتلة بمسافة تقدر تقريباً أكثر من 80 كيلوا متر  يكون في هذه الحالة (( فرض كفاية )) أي إذا فعلة بعض الناس سقط عن البعض الأخر.

لقوله تعالى " وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ " صدق الله العظيم.

و للجهاد في هذه الحالة شروط حتى يجب الجهاد وهي:

 1–  الإسلام لقولة تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ " ؛ فهنا الله سبحانه و تعالى يخاطب المؤمنين فقط ، فلا يجب على الكافر أو الذمي الذي يدفع الجزية لذنب عنه.

2-  ( البلوغ ) فلا يجب جهاد على صبي لعدم تكليفه في هذه الحالة أي في حالة فرض الكفاية: لقوله تعالى " لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " ! وقيل هنا المقصود بالضعفاء هم ضعاف الصبيان لضعف أبدانهم .

3 – ( العقل ) فلا يجب جهاد على مجنون لعدم تكليفه في هذه الحالة أي في حالة فرض الكفاية : لقوله تعالى " لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " ! وقيل هنا المقصود بالضعفاء هم المجانين لضعف عقولهم.

4 – ( الحرية ) فلا يجب جهاد على خادم أو رقيق : لقوله تعالى " تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ " ؛ ولكن العبد لا يملك نفسه و لا يملك مال فكله ملك سيده و إن كان و لله الحمد لم يعد هذا موجوداً حتى الآن.

5 – ( الذكورة ) فلا جهاد على امرأة لضعفها ، " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ " ، وحكم الخنثى هنا كالمرأة تماماً لا يجب عليها القتال.

6 – ( الصحة ) فلا جهاد على مريض يتعذر قتاله أو يكون في الجهاد مشقة علية .

7 – ( الطاقة على القتال ) بالبدن و بالمال ، فلا جهاد على كفيف و لا على ذي عرج حتى ولو فى قدم واحدة : لقوله تعالى " لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ " ، وهذه هي شروط وجوب الجهاد لكن هذه الشروط تكون فقط في حالة عندما يكون الجهاد ( فرض كفاية ) أما إذا كان الجهاد ( فرض عين ) فلا تجب هذه

الشروط ، وسوف نتحدث عنه.

 

ثانياً – أ:- معنى كلمة (( فرض عين )) ؟ هو أنه يجب و فرض واجب أن يخرج كل الناس للقتال سواء كانوا من الرجال أو النساء أو الأطفال أو الشيوخ و يحق للمرأة أن تخرج في هذه الحالة بدون إذن من زوجها و يحق للخادم أو العبد أن يخرج في هذه الحالة بدون إذن سيدة ، كما يحق للصبي أن يخرج للجهاد بدون إذن من يعوله .

ب – متى يكون الجهاد (( فرض عين )) ؟ يكون الجهاد فرض عين عندما يحتل العدو بلد مسلمة من بلاد المسلمين يكون الجهاد في هذه الحالة (( فرض عين ))على المقيمين بالبلد المحتلة ، وعلى البلاد القريبة منها بمسافة تقريباً أقل من 80 كيلوا متر فيكون الجهاد في هذه الحالة (( فرض عين )) أي يجب على كل أهل البلدة و البلاد القريبة منها الجهاد بدون استثناء ، سواء أمكن تأهيلهم على القتال أو لم يمكن ، و لا تطبق في هذه الحالة أي من الشروط المذكورة في حالة (( فرض الكفاية )) ن ولكن يجب على الكل القتال حتى إذا لم يجدوا أسلحة فيمكنهم القتال بعصا أو بالحجارة مثلما يفعل شعبنا الفلسطيني البطل.

Tuesday, June 28, 2011

بر الوالدين

_____

 

بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا  

عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال جاء رجل إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحبتي؟ قال: "أمك" قال: ثم من؟ قال:"أمك" قال: ثم من؟ قال:"أمك" قال: ثم من؟ قال: "أبوك" (متفق عليه)).

عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: سألت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أي العمل أحب إلى الله تعالى؟! قال: "الصلاة على وقتها" قلت: ثم أي؟ قال: "بر الوالدين" قلت: ثم أي؟ قال:"الجهاد في سبيل الله" (متفق عليه)).

عن أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي- رضي الله عنه- قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذ جاء رجل من بني سلمة، فقال: يا رسول الله، هل بقيَ من برِّ أبويَّ شيءٌ أبرهما به بعد موتهما؟! قال:"نعم..الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما" (رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة والحاكم)

عن بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين (رواه الترمذي وصححه ابن حبان)

عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال لرجل استأذنه في الجهاد: "أحي والداك"؟! قال: نعم، قال: "ففيهما فجاهد" (رواه البخاري)

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-"رغم أنفه..رغم أنفه رغم أنفه.." قيل مَن يا رسول الله؟! قال"من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة" (رواه مسلم)

عن أبي الدرداء- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "الوالد أوسط أبواب الجنة" (صحيح- انظر حديث رقم: 7145 في صحيح الجامع)

الأحاديث النبوية الشريفة التي تحذر من العقوق

 

وقال عليه الصلاة والسلام-: "ثلاث دعواتٍ مستجاباتٌ لا شكَّ فيهنَّ: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده" (رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجة وأحمد)

وعن أبي بكر- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "اثنان يعجِّلهما الله في الدنيا: البغي وعقوق الوالدين" (صحيح- انظر حديث رقم: 137 في صحيح الجامع(

عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "إن الله لا يحب العقوق" (صحيح- انظر حديث رقم: 1849 في صحيح الجامع)

 عن أبي بكر- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟! الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقول الزور" (صحيح- انظر حديث رقم: 2628 في صحيح الجامع(

 عن ابن عمرو: "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاقُّ لوالديه، والمرأة المترجِّلة المتشبهة بالرجال، والديوث، وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والمدمن الخمر، والمنَّان بما أعطى" (صحيح- انظر حديث رقم: 3071 في صحيح الجامع(


 

 

أسماء الله الحسنى - الوهاب

Al-wahab
 

الوهاب :

اسم الله الوهاب يدل على ذات الله وعلى صفة الوهب بدلالة المطابقة ، وعلى أحدهما

بالتضمن ، روى البيهقي في سننه وصححه الألباني من حديث عائشة رضي الله عنها أن

رسول الله قال : ( إِنَّ أَوْلاَدَكُمْ هِبَةُ اللَّهِ لَكُمْ ، يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ ؛ فَهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ لَكُمْ إِذَا احْتَجْتُمْ إِلَيْهَا ) ([1]) ، وقال تعالى : } وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ العَبْدُ إِنَّهُ

أَوَّابٌ { [ص:30] ، وقال سبحانه : } وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً { [مريم:53] ،

وقال : } فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلاً جَعَلنَا نَبِيّاً {

[مريم:49] ، والاسم يدل باللزوم على الحياة والقيومية والسيادة والصمدية ، والسمع

والبصر ، والعلم والقدرة ، والغنى والعزة ، والملك والعظمة ، والقوة والحكمة ، وغير

ذلك من صفات الكمال ، واسم الله الوهاب دل على صفة من صفات الأفعال .

الوهاب في اللغة صيغة مبالغة على وزن فعال من الواهب وهو المعطي للهبة ، فعله

وهب يهب وهبا وهبة ، والهبة عطاء الشيء بلا عوض ، قال ابن منظور : ( الهبة 

العطية الخالية عن الأعواض والأغراض ، فإذا كثرت سمي صاحبها وهابا ، وهو من أبنية المبالغة ) ([2]) .

والوهاب سبحانه هو الذي يكثر العطاء بلا عوض ، ويهب ما يشاء لمن يشاء بلا غرض

، ويعطي الحاجة بغير سؤال ، ويسبغ على عباده النعم والأفضال ، نعمه كامنة في

الأنفس وجميع المصنوعات ، ظاهرة بادية في سائر المخلوقات ، نعم وعطاء وجود

وهبات تدل على أنه المتوحد في اسمه الوهاب ، قال تعالى : } للهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ

يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ

يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ { [الشورى:50] ([3]) .

والله جل شأنه يهب العطاء في الدنيا على سبيل الابتلاء ، ويهب العطاء في الآخرة على

سبيل الأجر والجزاء ، فعطاؤه في الدنيا علقه بمشيئته وابتلائه للناس بحكمته ليتعلق العبد

بربه عند النداء والرجاء ، ويسعد بتوحيده وإيمانه بين الدعاء والقضاء ، وهذا أعظم

فضل وهبة وعطاء إذا أدرك العبد حقيقة الابتلاء ، واستعان بالله في تحقيق ما يتمناه

، قال زكريا u في دعائه : } وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ

لَدُنْكَ وَلِيّاً { [مريم:5] ، وقال سبحانه عن عباده الموحدين : } وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا

مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً { [الفرقان:74] ، وقال تعالى في المقابل عن

الراغبين في الدنيا المعرضين عن الآخرة : } مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ

نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَدْحُورا ً{ [الإسراء:18] ، فعلق تحقيق مراد العبد في

الدنيا على مشيئته سبحانه ، أما في الآخرة فيحقق للعبد مشيئته وما يتمناه قال تعالى :

} لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ { [قّ:35] ، فالله عز وجل من أسمائه الحسنى الوهاب

ومن صفاته أنه يهب ما يشاء لمن يشاء كيف يشاء ، فإن أوجب شيئا على نفسه فهو

من فضله وكرمه ، فما يعطيه لعباده ظاهرا وباطنا في الدنيا والآخرة إنما هي نعم وهبات

وهي من الكثرة بحيث لا تحصيها الحسابات ([4]) .

 



(1)       البيهقي في سننه 7/480 ، وانظر السلسلة الصحيحة (2564)  .

(1)       لسان العرب 1/803 ، وكتاب العين 4/97 .

(1)       انظر تفسير الأسماء للزجاج ص60 ، والأسماء والصفات ص97 ، والمقصد الأسنى ص77 .

(2)       انظر المزيد في تفسير اسم الوهاب : الأسنى للقرطبي 1/396 .

 

Sunday, June 26, 2011

أسماء الله الحسنى - الوارث

الوارث :

اسم الله الوارث يدل على ذات الله وعلى صفة الوراثة ، وعلى ذات الله وحدها بالتضمن

، وعلى الصفة وحدها بالتضمن ، قال تعالى : } وَلِلهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالله بِمَا

تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ { [آل عمران:180] ، وقال : } وَمَا لَكُمْ أَلا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ

السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ { [الحديد:10] ، وهاتان الآيتان أقرب في الدلالة على صفة الذات ،

فاسم الله الوارث إن كان تقدير معناه الباقي الدائم الذي يؤول إليه الإرث دل على وصف

ذات ، وإن كان معناه الوارث لجميع الأشياء بعد زوال من شاء من خلقه ، أو توريث من

شاء ما شاء في ملكه دل على وصف فعل قال تعالى : } وَقَالُوا الحَمْدُ لِلهِ الذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ

وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ العَامِلِينَ { [الزمر:74] ، وقال : } وَلَقَدْ آتَيْنَا

مُوسَى الهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرائيلَ الكِتَابَ { [غافر:53] ، وقال سبحانه : } قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ

اسْتَعِينُوا بِالله وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ { لأعراف:128] ،

والنصوص في ذلك كثيرة ، والاسم يدل باللزوم على الحياة والقيومية ، والقوة والأحدية ،

والقدرة والصمدية ، والكبرياء والعزة ، والملك والعظمة ، وغير ذلك من أوصاف الكمال 

الوارث اسم فاعل للموصوف بالوراثة من غيره ، يقال : ورث فلان أباه يرثه وراثة وميراثا

، وورث الرجل ولده مالا أي أشركه في ماله ، والوراثة في حقنا انتقال المال أو الملك من

المتقدم إلى المتأخر ، ومنه وارث مال الميت الذي يملك تركته ، ووارث الملك يرث سلطانه ([1]) .

والوارث سبحانه هو الباقي الدائم بعد فناء الخلق ، قال ابن منظور : ( الوارث صفة من

صفات الله عز وجل وهو الباقي الدائم الذي يرث الخلائق ويبقى بعد فنائهم والله عز وجل

يرث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين ، أي يبقى بعد فناء الكل ويفنى من سواه ، فيرجع ما كان ملك العباد إليه وحده لا شريك له ) ([2]) .

 وإذا كان الخلائق يتعاقبون على الأرض فيرث المتأخر المتقدم ، ويرث الولد والده والزوج

زوجته وهكذا يستمر التوارث حتى ينقطع حبل الحياة في الدنيا ، فإنه لا يبقى إلا مالك

الملك الوارث الكبير ، قال تعالى : } وَلِلهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ {

[آل عمران:180] ، فالوارث سبحانه هو الباقي بعد فناء الخلق أو الوارث لجميع الأشياء بعد

فناء أهلها ، والوارث أيضا هو الذي أورث المؤمنين ديار الكافرين في الدنيا كما قال تعال

ى : } وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تطَئُوها وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرا {

[الأحزاب:27] ، وكذلك أورث المؤمنين مساكنهم في الجنة فجعل لهم البقاء مخلدين فيها كما

قال : } وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ

الْعَامِلِينَ { [الزمر:74] ، وقال : } تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيّاً { [مريم:63] ،

وتوريث المؤمنين الجنة لا يعني أنها تشارك الله في البقاء والإرث ، لأن خلد الجنة وأهلها إلى

ما لا نهاية إنما هو بإبقاء الله وإرادته فبقاء المخلوقات ليس من طبيعتها ولا من خصائصها

الذاتية ، بل من طبيعتها جميعا الفناء ، أما بقاء الله ودوامه وميراثه وسائر أوصافه فهي باقية

ببقائه ملازمة لذاته سبحانه وتعالى ، لأن البقاء صفة ذاتية له فهو الوارث لجميع الخلائق في

الدنيا والآخرة .

 



(1)       لسان العرب 2/199 ، وكتاب العين 8/234 ، والمغرب للمطرزي 2/349  .

(2)       السابق 2/199 .

الصلاة من أحب الأعمال إلى الله

______

صفحة ( المتحابون بجلال الله ) نأمل الانضمام ودعوة الأصدقاء
http://www.facebook.com/pages/almthabwn-bjlal-allh/167505069929593

الصلاة من أحب الأعمال إلى الله

أيها المؤمنون اتقوا الله واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة فالصلاة عماد الدينوعصام اليقين هي ناصية القربات وعزة الطاعات فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: ((رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله))([1]) رواه أحمد والترمذي .

والصلاة أيها المؤمنون أعظم شعائر الدين وأهم أركان الإسلام بعد الشهادتين فعن ابن عمر قال: قال رسول الله r: ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً))([2]) متفق عليه.

والصلاة ياعباد الله أحب الأعمال إلى الله تعالى فعن عبدالله بن مسعود قال: قلت: يارسول الله أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها. وروى الحاكم عن ثوبان مرفوعاً: استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة.

والصلاة أيها الإخوان صلة بين العبد وربه تبارك وتعالى: فعن أبي هريرة مرفوعاً: ((أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء))([3]) رواه مسلم. وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله e: قال الله تعالى: ((سمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال: الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى: حمدني عبدي وإذا قال: الرحمن الرحيم قال تعالى: أثنى علي عبدي وإذا قال: مالك يوم الدين قال جل وعلا: مجدني عبدي فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين قال تعالى: هذه بيني وبين عبدي ولعبدي ماسأل فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم قال الله تعالى: هؤلاء لعبدي ولعبدي ماسأل))([4]) رواه مسلم.

والصلاة أيها المؤمنون مفتاح من مفاتيح الجنة فعن ربيعة بن كعب قال: ((كنت مع رسول الله r فكنت آتيه بوضوئه وحاجته فقال لي: سلني فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة قال: أوغير ذلك؟ قلت: هو ذاك قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود))([5]) رواه مسلم. وعن ابي موسى مرفوعاً: ((من صلى البردين أي الصبح والعصر دخل الجنة))([6]) متفق عليه. والصلاة ياعباد الله من أعظم ما يكفر الخطايا ويرفع الدرجات فعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله r يقول: ((أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء. قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بها الخطايا))([7]) متفق عليه. وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: ((ألا أدلكم على مايمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يارسول الله قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط))([8]) رواه مسلم.

والصلاة ياعباد الله نور قال النبي r: ((الصلاة نور))([9]) وهي أيها المؤمنون من أهم أسباب ترك الفحشاء والمنكر قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾([10])، وقال الله تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً﴾([11]) فرتب الله تعالى اتباع الشهوات ولقيان الغي على إضاعة الصلاة.

هذا أيها المؤمنون طرف من فضائل هذه الشعيرة الكبرى وإلا فإن فضائلها تفوق الحصر كيف لا وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((أكثر أحاديث النبي r في الصلاة والجهاد)).

أيها المؤمنون إن الله تعالى أمركم بالصلاة فقال تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ﴾ وقال تعالى: ﴿أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً﴾([12]) وقال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً﴾([13]).

وقد أمر الله تعالى بالمحافظة عليها فقال: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾([14]). وقد حث النبي r على ذلك فقال: ((من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف))([15]) رواه أحمد وغيره وإسناده لابأس به.

وقد توعد الله تعالى المضيعين لها بالغي والإثم والتورط في وحل الشهوات قال تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً﴾([16]) وقد هدد الله الساهين عن الصلاة بالويل فقال: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ` الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُون﴾([17]).

أيها المؤمنون إن أعظم صور إضاعة الصلاة والغفلة عنها ذاك الذنب العظيم الخطير الكبير الذي تورط فيه جمع غير قليل ألا وهو ترك الصلاة والعياذ بالله ويالها من نكبة كبرى ومصيبة عظمى ونازلة شنعاء أن يقطع العبد صلته بمولاه الذي لاغنى له عنه طرفة عين. أيها المؤمنون إن ترك الصلاة انخلاع من الدين وانسلاخ من الإسلام وكفر بالله الواحد القهار فترك الصلاة والمحافظة على عدم القيام بها لايكون من رجل في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان بل والله لايصدر إلا من قلب قد عشعش فيه الشيطان كما قال الله تعالى: ﴿اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّه﴾([18]). ولذا فإن النبي r الذي لا ينطق عن الهوى حكم على تارك الصلاة بالكفر فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: ((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة))([19]) رواه مسلم. وفي المسند قال r: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر))([20]) وقد أجمع الصحابة الكرام على كفر تارك الصلاة فعن عبدالله ابن شقيق قال: كان أصحاب محمد r لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة رواه الترمذي بإسناد صالح وقد قال عمر رضي الله عنه: لا إسلام لمن لم يصل وقال علي رضي الله عنه: من لم يصل فقد كفر. وقد جعل الله ترك الصلاة من أسباب دخول النار فاستمع بارك الله فيك إلى جواب أهل النار عندما يسألون عن سبب دخولها قال الله تعالى: ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ﴾([21]) فياليت شعري هل علم أولئك المستهترون الساهون الذين حافظوا على ترك الصلوات واستهانوا بها بأنه لا إيمان لمن لاصلاة له فترك الصلاة كفر أيضاً، أولئك متلاعبون بدينهم يظنون أن الأمر هين سهل لا والله إن الأمر جد خطير فإن ترك صلاة واحدة سبب لإحباط العمل فعن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: ((من ترك صلاة العصر حبط عمله))([22]) متفق عليه. فكيف أيها الإخوان بترك الصلاة تلو الصلاة واعلموا بارك الله فيكم أن إحباط العمل ليس خاصاً بترك صلاة العصر بل هو ثابت بترك أي صلاة من الصلوات المكتوبة.

فاتقوا الله عباد الله وحافظوا على هذه الشعيرة العظيمة التي من لم يحافظ عليها أدركه الخذلان وغشيته اللعنة والسخط وانقطع عنه من ربه المدد ومن حافظ عليها فقد أخذ بأسباب السعادة والنجاة والفوز والفلاح.



([1]) أخرجه أحمد من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه برقم 21511.

([2]) أخرجه البخاري في الإيمان برقم 8 وأخرجه مسلم في الإيمان برقم 16.

([3]) أخرجه مسلم في الصلاة برقم 482.

([4]) أخرجه مسلم في الصلاة برقم 395.

([5]) أخرجه مسلم في الصلاة برقم 489.

([6]) أخرجه البخاري في مواقيت الصلاة برقم 574 وأخرجه مسلم في المساجد ومواضع الصلاة برقم 635.

([7]) أخرجه البخاري في مواقيت الصلاة برقم 528 وأخرجه مسلم في المساجد ومواضع الصلاة برقم 667.

([8]) أخرجه مسلم في الطهارة برقم 251.

([9]) أخرجه مسلم في الطهارة برقم 223.

([10]) العنكبوت: 45.

([11]) مريم: 59.

([12]) الإسراء: 78.

([13]) النساء: 103.

([14]) البقرة: 238.

([15]) أخرجه أحمد من حديث عبدالله بن عمرو برقم 6540 وأخرجه الدارمي في الرقاق برقم 2721.

([16]) مريم: 59.

([17]) الماعون: 4-5.

([18]) المجادلة: 19.

([19]) أخرجه مسلم في الإيمان برقم 82.

([20]) أخرجه أحمد من حديث بريدة الأسلمي رضي الله عنه برقم 22428.

([21]) المدثر: 42-47.

([22]) أخرجه البخاري في مواقيت الصلاة من حديث بريدة الأسلمي رضي الله عنه برقم 594.