Friday, August 3, 2012

ليلة القدر خير من ألف شهر

_________


ليلة القدر خير من ألف شهر

ما معنى كونها خير من ألف شهر؟
هل معناه أنها في فضلها وشرفها خير من ألف شهر؟
لا .
يقول مجاهد رحمه الله: 
عملها وصيامها وقيامها خير من ألف شهر!
يعني أن من عمل فيها صالحًا كان خيرًا ممن عمل صالحًا في ألفِ شهرٍ ليس فيها ليلةُ قدر!!
ما معنى هذا؟!!
معناه أن من (نجح) في هذه الليلة فإنه سيتفوق في درجتِهِ على من أمضى ثلاثًا وثمانين سنةً وأربعةَ أشهرٍ صائمًا قائمًا، تاليًا ذاكرًا،عابدًا خاشعًا!!!

لنقف مع أنفسِنا كم مرةٍ نظرنا إلى الحرامِ؟
كم مرة نطقنا بما يسخط الله؟
كم مرة قصرنا في حقوق الوالدين والأرحام؟
كم في خفايانا من ذنوب لا يعلمها إلا الله؟
هل فكرنا كم من الرزق حرمناه بسببها؟
وكم من التوفيق فاتنا بسببها؟
ثم..هل فكرنا فيما ينتظرنا في القبر ويوم القيامة من أهوال لاقبل لنا؟

كل هذا البلاء الآخذ بأكظام النفس يمكنك أن تتحرر منه في ليلة واحدة!
يا الله!.٠٠يا الله !٠٠ يا الله !٠٠
ليلة واحدة تمحو عذابات السنين!
ليلة واحدة تذهب بأوزار كأمثال الجبالِ ناءت بها ظهورنا..ووجلت لها قلوبنا !
ليلة واحدة تنفض عنا عوائق عوائق التوفيق، وموانع البركة؟ 

الخطوة الثانية:
الاستعانة بالله وهذا مفتاح صدق لا يجوز التفريط فيه.
ولو تأمل الإنسان في سورة الفاتحة التي يتلوها كل ركعة لوجد ذلك الربط العجيب بين العبادة والاستعانة 
في قوله تعالى:"إياك نعبد وإياك نستعين". 
فكأن المعنى: لا عبادة بدون استعانة!
ومن همَّ بالعبادة والطاعة غافلا عن طلب العونِ لم يكد يوفق!
ومن مدّ يد الاستعانة لمولاه، ورجاه أن يفتح عليه أبواب الطاعة رأى من ألطاف ربه وعون مولاه ما لا عهد له بمثله
كيف بك إذا بدأت منذ اليوم تلحين على مولاك في الدعاء أن يفتحَ عليك أبواب الطاعةِ، وأن يعينك على ذكره وشكره وحسنِ عبادتِهِ
وأن يقيمك بين يديه مصلية داعية متذللة، وأن يفتح على قلبك وعينك فتذوق حلاوة المناجاة وجمال البكاء؟
افعلي وأحسني الظن بمولاك.. 
فقد روى مسلم هذا الحديث يقول الله عز وجل: "أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني، إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي،
وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ هم خير منهم، وإن تقرب مني شبرًا تقربت إليه ذراعًا 
وإن تقرب إلي ذراعًا تقربت منه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة".

الخطوة الثالثة:
تدريج النفس إلى الطاعةِ
فالنفس عصية القياد، ومن الشاق أن نحملها فجأة في ليلة واحدة على خلاف ما ألفت! 
ولذلك فإن من مقتضى التخطيط لليلةِ القدرِ أن يدرّج الإنسانُ نفسه إلى مراتب الكمال العبادي، أي: يدنيها إليها على التدريج.
بيننا وبين ليلة القدر أيام.. 
فلنبدأ بجد بتلاوة القرآن بمعدل 3أجزاء في اليوم حتى نختم قبلها..
إذا صدتك نفسك..فتذكري الخطوتين الأولى والثانية...
واستعيني بربك وسيعينك ويهديك ولن يخيبك...

الخطوة الرابعة:
التحرر من سيطرةِ الليلة الواحدة:
فالكثيرُ من الناسِ يسّاءلُ عن ليلةِ القدر متى هي؟ 
ويشغل نفسه بما ورد في الصحيح والضعيفِ من علاماتِها، ويتتبع ما قد يشيع من رؤى وخواطر تشير على تحديدِ ليلة معينة.
وهذا كله لا بأس به في الأصل؛ لأنه ورد عن بعض السلف الاحتفاء ببعض الليالي أكثر من بعضها الآخر

المشكلة أن يتحول إلى عائقٍ يحول بين العبد والطاعة إلا في تلك الليلةِ التي يظنّها ليلة القدر!

ولكي نساعد على (التحرر من سيطرة الليلة الواحدةِ) فإن القول بتنقل ليلة القدر بين ليالي أوتار العشر قول قوي ظاهر جمعا بين الأخبار
ففي السنة التي رأى فيها أبو سعيد رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في الماء والطين كانت ليلة إحدى وعشرين
وفي السنة التي رآه فيها ابن أنيس كانت ليلة ثلاث وعشرين، وفي السنة التي رأى فيها أبي بن كعب علاماتها من ليلة سبع كانت في تلك الليلة، وهكذا وبالتالي فإن التعويل على ليلةٍ بعينها مظنّة فوات المقصود,فلا تلفتي إلى تلك الرؤى التي تؤكد أنها في ليلة بعينها فهي ماتزال ظنون فحسب.

 

No comments:

Post a Comment