Monday, February 14, 2011

الجنة غاية كل مسلم ومؤمن


الجنة غاية كل مسلم ومؤمن

 
الحمد لله، نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح للأمة، فكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين؛ فاللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبياً عن أمته ورسولاً عن دعوته ورسالته. وصل اللهم وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين. أما بعد: فحياكم الله جميعاً أيها الآباء الفضلاء! وأيها الإخوة الأحباب الكرام الأعزاء! وطبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم جميعاً من الجنة منزلاً، وأسأل الله العظيم جل وعلا أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى في جنته ودار مقامته، إنه ولي ذلك والقادر عليه. أحبتي في الله! في رحاب الدار الآخرة: سلسلة علمية كريمة تجمع بين المنهجية والرقائق، وبين التأصيل العلمي والأسلوب الوعظي، الهدف منها: تجديد الإيمان بالله جل وعلا واليوم الآخر، وتذكير الناس بالآخرة في عصر طغت فيه الماديات والشهوات، وانحرف كثير من الناس عن منهج رب الأرض والسماوات؛ ليتوبوا إلى الله جل وعلا ويتداركوا ما قد فات، قبل أن تأتيهم الساعة بغتة وهم يخصمون، فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون
أيها الأحباب الكرام! والحديث عن الجنة يحرك القلوب إلى أجلِّ مطلوب, ويفضي النفوس إلى مجاورة الملك القدوس جل وعلا؛ لأن الحديث عن الجنة حديث عن كرامة الله جل وعلا لأوليائه وأحبابه وأصفيائه, ولقد ورد في الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يقول الله عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر, ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة:17]) وفي الحديث الصحيح الذي أخرجه ابن ماجة من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الجنة يوماً لأصحابه فقال: (هي ورب الكعبة نور يتلألأ, وريحانة تهتز, ونهر مضطرب, وقصر مشيد, وزوجة حسناء جميلة, وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة، وحلل كثيرة) ثم قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه بعدما بين لهم الجنة، قال لهم: (ألا من مشمر للجنة؟ فقال الصحابة: نحن المشمرون لها يا رسول الله, فقال صلى الله عليه وسلم لهم: قولوا إن شاء الله عز وجل)
واعلموا -أيها الأحبة الكرام- أنه لن يدخل الجنة أحد إلا بجواز, والحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده من حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يدخل الجنة أحد إلا بجواز مكتوب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم: هذا كتاب من الله تعالى لفلان بن فلان، يا ملائكتي أدخلوا عبدي جنة عالية قطوفها دانية). فتعالوا -أيها الأحباب- لنعيش في هذه اللحظات المباركة حتى ولو بأرواحنا في جنة ربنا جل وعلا، إلى أن يمن الله علينا برحمته، فنأخذ هذا الجواز لنعيش في جنته بأرواحنا وأبداننا مع نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم, تعالوا بنا لنعيش في الجنة -وأسأل الله أن يجعلني وإياكم من أهلها- هذه اللحظات المباركات الطيبات وأنا والله أحس بنفحات الجنة، وأحس برحمات رب الجنة جل وعلا تتنـزل على هذا الجمع الطيب الموحد لله عز وجل, إي والله الذي لا إله غيره، ما دخلت في هذه اللحظات إلى هذا البيت إلا وقد أحسست بنفحات ورحمات رب الجنة على هذا الشباب المتوضئ الطاهر, وعلى هؤلاء الأخوات الطاهرات الفاضلات, وأسأل الله سبحانه أن يمنحنا هذا الجواز، لنعيش في الجنة بأرواحنا وأبداننا مع قرة أعيننا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم.

No comments:

Post a Comment