Sunday, April 24, 2011

أسماء الله الحسنى - المنان


صفحة ( لنجعل صفحة لا إله إلا الله رقم 1 على الفيس بك ) نأمل الانضمام
http://www.facebook.com/pages/ lnjl-sfht-la-alh-ala-allh-rqm- 1-ly-alfys-bwk/110511502348614

المنان

المنان من أسماء الله الحسنى التي سماه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول: ((اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت[وحدك لا شريك لك]المنان[يا]بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب)).[1]

قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث : (المنان) هو المنعم المعطي من المنِّ:العطاء، لا من المنة. وكثيراً ما يرد المنّ في كلامهم:بمعنى الإحسان إلى من لا يستثيبه ولا يطلب الجزاء عليه فالمنان من أبنية المبالغة.... كالوهاب.[2]ومنه الحديث الذي أخرجه البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إنه ليس من الناس أحد أمنَّ عليَّ في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة ولو كنت متخذاً من الناس خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن خلة الإسلام أفضل ))[3]  ومعنى ((إن من أمنّ الناس )) أكثرهم جوداً لنا بنفسه، وماله وليس هو من المن الذي هو الاعتداد بالصنيعة ) [4] والله عز وجل هو المنان:من المن العطاء ، والمنان: هو عظيم المواهب، فإنه أعطى الحياة، والعقل، والنطق، وصور فأحسن وأنعم فأجزل، وأسنى النعم، وأكثر العطايا والمنح )) [5] قال وقوله الحق : {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار}.[6]

ومن أعظم النعم بل أصل النعم التي امتن الله بها على عباده الامتنان عليهم بهذا الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أنقذهم الله به من الضلال وعصمهم به من الهلاك.[7] قال الله تعالى:{لقدمن الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين }. [8]

فالله عز وجل هو الذي منّ على عباده: بالخلق، والرزق، والصحة في الأبدان، والأمن في الأوطان، أسبغ عليهم النعم الظاهرة و الباطنة، ومن أعظم المنن وأكملها وأنفعها- بل أصل النعم – الهداية للإسلام ومنته بالإيمان وهذا أفضل من كل شيء.[9]

ومعنى (( لقد من الله على المؤمنين )) أي تفضل على المؤمنين المصدقين والمنان المتفضل .[10] ، والمنة : النعمة العظيمة . قال الأصفهاني: المنة: النعمة الثقيلة وهي على نوعين:

النوع الأول: أن تكون هذه المنة بالفعل فيقال: منّ فلان على فلان إذا أثقله بالنعمة وعلى ذلك قوله تعالى:{لقد منّ الله على المؤمنين}.[11]وقوله تعالى:{كذلك كنتم من قبل فمنّ الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيراً}،[12]وقال عز وجل:{ولقد مننا على موسى وهارون}[13]{ولقد مننا عليك مرة أخرى}[14]، {ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين}،[15]{فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم}،[16]{ولكن الله يمنُّ على من يشاء من عباده}.[17]وهذا كله على الحقيقة لا يكون إلا من الله تعالى فهو الذي منّ على عباده بهذه النعم العظيمة فله الحمد حتى يرضى وله الحمد بعد رضاه وله الحمد في الأولى والآخرة.

النوع الثاني : أن يكون المنّ بالقول . وذلك مستقبح فيما بين الناس ولقبح ذلك قيل المنة تهدم الصنيعة قال الله تعالى : {يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا عليَّ إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين}.[18]فالمنة من الله عليهم بالفعل وهو هدايتهم للإسلام،[19]والمنة منهم بالقول المذموم وقد ذم الله في كتابه ونهى عن المنّ المذموم : وهو المنة بالقول فقال : {ولا تمنن تستكثر}[20]قال ابن كثير : (( لا تمنن بعملك على ربك تستكثره))[21]وقيل غير ذلك.

وقال الله عز وجل : {الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا مناً ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون * قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم * يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمنِّ والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلداً لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين}.[22] وقد ذم رسول الله صلى الله عليه وسلم المنّ بالعطية فقال عليه الصلاة والسلام : ((ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم )) فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات . قال أبو ذر: خابوا وخسروا. من هم يا رسول الله قال : (( المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ))[23] هذا هو المنّ المذموم أما المن بمعنى العطاء والإحسان، والجود فهو المحمود .

والخلاصة:أنَّ الله تبارك وتعالى هو المنان الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وهو عظيم المواهب، أعطى الحياة، والعقل، والنطق، وصور فأحسن، وأنعم فأجزل ، وأكثر العطايا والمنح ، وأنقذ عباده المؤمنين ، ومنّ عليهم بإرسال الرسل وإنزال الكتب ، وإخراجهم من الظلمات إلى النور بمنه وفضله. ومن على عباده أجمعين: بالخلق، والرزق، والصحة، والأمن لعباده المؤمنين. وأسبغ على عباده النعم مع كثرة معاصيهم وذنوبهم. فاللهم مُنَّ علينا بنعمة الإيمان ، واحفظنا وأجزل لنا من كل خير ، واصرف عنا كل شر وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها ، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة يا كريم يا منان، يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم ، يا بديع السموات والأرض، يا الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد .

 



[1]   أخرجه أهل السنن الأربع وابن حبان وأحمد والحاكم. وانظر صحيح النسائي للألباني 1/279وصحيح ابن ماجه 2/329 وصفة الصلاة للألباني ص204

 [2]النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير 4/365

[3]   البخاري مع الفتح 1/558

[4]   فتح الباري 1/558

[5]   الأسماء والصفات للبيهقي 1/120

[6]   سورة إبراهيم الآية34

[7]   تفسير العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله 1/449

[8]   سورة آل عمران الآية 164

[9]  انظر تفسير السعدي 7/142

[10] الأسماء والصفات للبيهقي 1/49

[11] سورة آل عمران الآية 164

[12] سورة النساء الآية94

[13] سورة طه الآية114

[14]  سورة طه الآية 37

[15] سورة القصص الآية 5

[16] سورة الطور الآية 27

[17]  سورة إبراهيم الآية11

[18] سورة الحجرات الآية17

[19] مفردات غريب القرآن للأصفهاني ص474

[20]سورة المدثر الآية 6

[21] تفسير ابن كثير 4/242

[22] سورة البقرة الآيات 262-264

[23] أخرجه مسلم 1-102

 

No comments:

Post a Comment