Friday, June 17, 2011

أسماء الله الحسنى - السبوح

صفحة ( لنجعل صفحة لا إله إلا الله رقم 1 على الفيس بك ) نأمل الانضمام
http://www.facebook.com/pages/ lnjl-sfht-la-alh-ala-allh-rqm- 1-ly-alfys-bwk/110511502348614

السبوح :

روى مسلم من حديث أَبِي موسى t  أنه قال : ( قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ ، وذكر منها ، حِجَابُهُ النُّورُ لَوْ كَشَفَهُ لأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ ) ([1])  ، وقال تعالى : } فَسُبْحَانَ الذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ { [يس:83] ، وقال سبحانه : } فَسُبْحَانَ الله حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ { [الروم:17] ، وقد نزه الله نفسه وسبحها عن وصف العباد له إلا ما وصف المرسلون فقال تعالى : } سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ { [الصافات:180/181] ، وقال : } وَقَالُوا اتَّخَذَ الله وَلَداً سُبْحَانَهُ بَل لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ { [البقرة:116] ، وقال تعالى : } سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبِّ العَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ { [الزخرف:82] ، والاسم يدل باللزوم على الحياة والقيومية والكمال المطلق في الذات والصفات والأفعال ، واسم الله السبوح دل على صفة من صفات الذات إن كان تقدير معناه المنزه في ذاته وأوصافه وأفعاله ، ووصف فعل إن كان تقدير معناه الذي نزه نفسه عن كل نقص وعيب .

السبوح في اللغة من أبنية المبالغة على وزن فعُّول ، فعله سبح يَسبحُ تسبيحا ، وسَبَحَ في الكلام إِذا أَكثر فيه التَّسبيح والتنزيه ، وسبحان الله معناه تنزيه الله من الصاحبة والولد ، وقيل : معناه تنزيه الله تعالى عن كل ما لا ينبغي أن يوصف به ، وجِماعُ معناه بُعْدُه تبارك وتعالى عن أَن يكون له شريك أَو ندّ ، أَو مثيْل أَو ضدّ  وسبَّحْتُ الله تسبيحاً وسُبْحانا بمعنى واحد ([2]) .

والسُبّوحُ عز وجل هو الذي له أوصاف الكمال والجمال بلا نقص ، وله الأفعال المقدسة عن الشر والسوء ، حيث يسْبحُ فيها قلبُ المسبح تذكرا وتفكرا فلا يرى إلا العظمةَ والبعدَ عن النَّقص والشَّر ، فيقول ما أبْعَد الله عن السوء ، ثم يقطع مسافة أو مَرْحَلة أخرى في معرفةِ الأَوْصَاف ومشاهدةِ والأفعال فيزداد تعظيماً لله وتبعيدا له من السوء ، والقلب في ذلك يبتعد من الظلمات إلى النور ، ومن إرادة الشر إلى إرادة الخير ومن عَمَى القلوب وأَدْوَائها إلى نُورِها وشفائِها ، ومن فسَادِها وَسَيْطرة الأهواء عليها إلى صَلاحِها وسَيْطرة الوَحْي عليها ([3]) ، وعند مسلم من حديث أَبِي مُوسَى الأشعري t أنه قَالَ : ( قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ S بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ .. وذكر منها .. حِجَابُهُ النُّورُ لَوْ كَشَفَهُ لأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ ) ([4]) .

والسبوح سبحانه هو الذي سبح بحمده المسبحون قال تعالى : } إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ { [الأعراف:206] ، وقال : } دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ { [يونس:10] ، وقال سبحانه : } تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِن مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً { [الإسراء:44] .

 



(1)       مسلم في كتاب الإيمان ، باب في قوله عليه السلام إن الله لا ينام 1/161 (179) .

(1)       لسان العرب 2/471 ، وكتاب العين 3/151 ، والمغرب للمطرزي 1/379 .

(2)       انظر الأسماء والصفات للبيهقي ص37 ، وشرح النووي على صحيح مسلم 4/204 .

(3)       مسلم في كتاب الإيمان ، باب في قوله عليه السلام إن الله لا ينام 1/161 (179) .

No comments:

Post a Comment