Monday, May 30, 2011

أسماء الله الحسنى - الصمد

Al-smad

 

الصمد :

اسم الله الصمد يدل على ذات الله وعلى صفة الصمدية بدلالة المطابقة ، وعلى ذات الله وحدها بالتضمن ، وعلى الصفة وحدها بالتضمن ، ويدل باللزوم على الحياة والقيومية ، والسيادة والأحدية ، وكمال السمع والبصر والعلم ، ومطلق المشيئة وتدبير الأمر ، والقدرة والعزة ، والقوة والحكمة ، والكبرياء والعظمة ، وكمال العدل والحكم ، وغير ذلك من صفات الكمال ، واسم الله الصمد دل على صفة من صفات الذات .

 

الصمد في اللغة صفة مشبهة للموصوف بالصمدية ، فعله صَمَدَ يَصْمِدُ صَمْدا وهو يأتي على عدة معان : منها السَّيِّدُ المُطاع الذي لا يُقضى دونه أَمر ، ومنها الذي يطعم ولا يَطعَم ، ومنها الصَمد السيِّد الذي ينتهي إِليه السُّؤدَد في كل شيء فله الصمدية المطلقة ، وقيل : الصمد الدائم الباقي بعد فناء خَلقه ، وقيل : هو الذي يُصمَد إِليه الأَمر فلا يُقضَى دونه وليس فوقه أَحد ، وقيل : الصمد الذي صَمَدَ إِليه كل شيء أي الذي خَلق الأَشياء كلها لا يَسْتَغني عنه شيء ، وكلها تدل على وحدانية الله ([1]) .

وقال البخاري : ( باب قولِهِ الله الصَّمَدُ ، والعَرَبُ تُسمِّي أشرافَها الصَّمَدَ ، قال أبو وائِل : هو السيّدُ الذي انتهى سُؤدَدُه ) ([2]) ، وقال ابن تيمية : ( والاسم الصمد فيه للسلف أقوال متعددة قد يظن أنها مختلفة وليست كذلك بل كلها صواب ، والمشهور منها قولان : أحدهما أن الصمد هو الذي لا جوف له ، والثاني أنه السيد الذي يصمد إليه في الحوائج ) ([3]) .

وقال ابن الجوزي : ( وفي الصمد أربعة أقوال : أحدها أنه السيد الذي يصمد إليه في الحوائج .. والثاني : أنه لا جوف له .. والثالث : أنه الدائم ، والرابع : الباقي بعد فناء الخلق ..وأصح الوجوه الأول لأن الاشتقاق يشهد له ، فإن أصل الصمد القصد يقال : اصمد فلان أي اقصد فلان ، فالصمد السيد الذي يصمد إليه في الأمور ويقصد في الحوائج ) ([4]) .

وخلاصة المعاني في الصمدية أن الصمد هو السيد الذي له الكمال المطلق في كل شيء ، وهو المستغني عن كل شيء ، وكل من سواه مفتقر إليه يصمد إليه ويعتمد عليه ، وهو الكامل في جميع صفاته وأفعاله ، لا نقص فيه بوجه من الوجوه ، وليس فوقه أحد في كماله ، وهو الذي يصمد إليه الناس في حوائجهم وسائر أمورهم فالأمور أصمدت إليه وقيامها وبقاؤها عليه لا يقضي فيها غيره ، وهو المقصود إليه في الرغائب والمستغاث به عند المصائب الذي يطعم ولا يَطعَم ولم يلد ولم يولد ([5]) .

 



(1)       لسان العرب 3/259 ، النهاية في غريب الحديث 3/52 .

(2)       البخاري : كتاب التفسير ، باب وامرأته حمالة الحطب 4/1903 .

(1)       بيان تلبيس الجهمية 1/511 .

(2)       زاد المسير 9/268 .

(3)       الأسماء والصفات للبيهقي ص78 ، وتفسير أسماء الله الحسنى للزجاج ص57 ، والمقصد الأسنى ص 199.

No comments:

Post a Comment