Sunday, May 15, 2011

تفسير: )وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون(

_____


تفسير: )وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون(

تفسير الجلالين : 

        (وما الحياة الدنيا) أي الاشتغال بها (إلا لعب ولهو) وأما الطاعة وما يعين عليها فمن أمور الآخرة

        (وللدار الآخرة) وفي قراءة {ولدار الآخرة} أي الجنة (خير للذين يتقون) الشرك

        (أفلا يعقلون) بالياء والتاء ذلك فيؤمنوا

 

تفسير ابن كثير : 

وقوله " وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو " أي إنما غالبها كذلك " وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون 
تفسير القرطبي

( لعب ولهو ) باطل وغرور , كما قال : ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) [ آل عمران : 185 ] فالمقصد بالآية تكذيب الكفار في قولهم : " إن هي إلا حياتنا الدنيا نلعب ونلهو فيها والغرور هو الشيطان، فهو يغر الناس بالأماني والمواعيد الكاذبة"
قال الله في كتابه العزيز) إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد).اعلموا أنما يطلب منا القرآن العلم أي أن نميز الحياة الدنيا بتمييز مكوناتها( اللعب واللهو والزينة والتفاخر والتكاثر في الأموال والأولاد) وهو ما تقوم عليه حياة الناس على الأرض

وسميت دنيا لتدني منزلتها عند الله وحقارتها ... أوضاعها غريبة ... 
ليل يتبعه نهار ... حياة وموت ... لقاء وفراق ... ضيق وفرح ...
آمال و آلام ... بزوغ وأفول ...
ومعادلة بسيطة ومتساوية الأطراف : 

( طفل الأمس هو شاب اليوم - هو شيخ الغد ) 

ومعنى لعب ولهو هو تكذيب الكفار عندما قالوا إن الدنيا لعب ولهو وليس اللعب اللي يفهمه الناس ألان
قال الله تعالى :" و اضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا " 
نعم هذا مثل هذه الحياة الدنيا في سرعة ذهابها واضمحلالها وقرب فنائها وزوالها ...

هذه الحياة الدنيا لا راحة فيها ولا اطمئنان ...
ولا ثبات فيها ولا استقرار حوادثها كثيرة وعبرها غفيرة ... 

دول تبنى و أخرى تزول ... مدن تعمر وأخرى تدمر ... وممالك تشاد و أخرى تباد ...
فرح يقتله ترح .. وضحكة تخرسها دمعة ... صحيح يسقم ومريض يعافى ...

وهكذا تسير عجلتها لا تقف لميلاد ولا لغياب ولا لفرح ولا لحزن ...

تسير حتى يأذن الله لها بالفناء ... 

ولا يملك الناس من هذه الدنيا شيئا إلا بمقدار ...

نزول المطر ونبات الزرع وصورته هشيما ... 

بذلك ينتهي شريط الحياة ...

ما بين ولادة وطفولة وشباب وشيخوخة ثم موت وقبر ...
يطوى سجل الإنسان بعجالة وكأنها غمضة عين أو لمحة بصر أو ومضة برق ... 

يقول صلى الله عليه وسلم :
"
مالي وللدنيا , ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها " 
هل تجوز الفكاهة شرعا ً ؟!
يناقش العلماء المسلمون جدوى الفكاهة انطلاقا ً من المقولة إلى أن الجدَّ الدائم قد يحمل العقل على الجمود والجفاف ، و أن الفكاهة - أو المزاح كما يسمونها - باب للعقل ينفذ منه نحو شيء من الحرية من أجل استعادة نشاطه على أن تكون المتعة مجدية ، و إلا تكون الحياة مزاحا ً أو تفكها ً فحسب .
فاجتماع الجدّ و الهزل أمر لازم لاستمرار نشاط الإنسان ، والمزاح عندهم لا بأس به ( ما لم يكن سفها ً ) ذلك أن الله تعالى وعد في المم بالتجاوز و العفو .. فقال : ( الذين يجتنبون الإثم و الفواحش إلا المم ) كما يفسره بعض المسلمين .
ويبدأ المسلمون في موضوع الفكاهة - كما في أي موضوع في المعارف الإسلامية التي جروا على بحثها و تتبعها - من حيث بدأت تلك المعارف في الإسلام : أي حياة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فيقولون : قال رسول الله صلى الله عليه لحنظلة : ساعة و ساعة .. أي أن يراوح الإنسان في ساعاته بين الجد والترويح عن النفس ، ذلك لأن النفس تمل من الدءوب في الجد ، وترتاح إلى بعض المباح من اللهو .
ويقولون أيضا ً : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا ً ).
وسئل النخعي : ( هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يضحكون ؟ قال : نعم و الإيمان في قلوبهم مثل الجبال الرواسي . وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : )  روحوا القلوب واطلبوا لها طرف الحكمة فإنها تمل كما تمل الأبدان(
وروي عن خالد بن صفوان الخطيب المعروف : (لا بأس بالمفاكهة تخرج الرجل من حال العبوس) فكما أن في الفاكهة راحة للجسم فإن الفكاهة راحة للنفس يعنى الدنيا ليست لعب ولهو وتسليه الدنيا عباده

خاتمة
من ظن أن هذه الآية لهوا وعبثا فليركض خلف الدنيا و ليفعل ما يشاء"

قال تعالى:
‏أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون

وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون

No comments:

Post a Comment