أسماء الله الحسنى - الأكرم

 

الأكرم :

اسم الله الأكرم يدل بالمطابقة والتضمن واللزوم على ما دل عليه اسمه الكريم

غير أن اسمه الأكرم يدل مع وصف الكرم على علو الشأن فيه وسموه على

كل كرم ، فهو المنفرد المتوحد بأنواع الكرم الذاتي والفعلي ، وله العلو المطلق

على خلقه في عظمة الوصف وحسنه ، فالاسم دل جمال الكمال وكمال

الجمال ، والاسمان يدلان على صفة من صفات الذات والأفعال .

الأكرم اسم دل على المفاضلة في الكرم ، فعله كرم يكرم كرما ، والأكرم هو

الأحسن والأنفس والأوسع والأعظم والأشرف ، والأعلى من غيره في كل

وصف كمال ، قال تعالى :  } إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ { [الحجرات:13] ^([1]) .

والأكرم سبحانه هو الذي لا يوازيه كرم ولا يعادله في كرمه نظير ، وقد

يكون الأكرم بمعنى الكريم ، لكن الفرق بين الكريم والأكرم أن الكريم دل

على الصفة الذاتية والفعلية معا كدلالته على معاني الحسب والعظمة والسعة

والعزة والعلو والرفعة وغير ذلك من صفات الذات ، وأيضا دل على صفات

الفعل فهو الذي يصفح عن الذنوب ولا يمن إذا أعطى فيكدر العطية بالمن ،

وهو الذي تعددت نعمه على عباده بحيث لا تحصى وهذا كمال وجمال في الكرم ، أما الأكرم فهو المنفرد بكل ما سبق في أنواع الكرم الذاتي والفعلي فهو سبحانه أكرم الأكرمين له العلو المطلق على خلقه في عظمة الوصف وحسنه ومن ثم له جلال الشأن في كرمه وهو جمال الكمال وكمال الجمال ^([2]) ،

فالله عز وجل لا كرم يسموا إلى كرمه ولا إنعام يرقى إلى إنعامه ولا عطاء

يوازي عطاءه ، له علو الشأن في كرمه ، يعطى ما يشاء لمن يشاء كيف

يشاء بسؤال وغير سؤال ، وهو يعفو عن الذنوب ويستر العيوب ويجازي

المؤمنين بفضله ويمهل المعرضين ويحاسبهم بعدله فما أكرمه وما أرحمه وما أعظمه ^([3]) ، وحسبنا ما جاء في قوله : } وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا

{ [النحل:18] ، وقال : } وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ { [الضحى:11] ،

وعند البخاري من حديث أبي هريرة t أن رسول الله S قال : ( يَنْزِلُ رَبُّنَا

تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ : مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ) ^([4]).

 

(1)       لسان العرب 12/510 ، والمفردات ص707.

(2)       انظر الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى 1/112 ، 1/131 .

(1)       انظر شرح أسماء الله الحسنى للرازي ص278 ، وتفسير الأسماء الحسنى للزجاج ص50 ، والمقصد الأسنى للغزالي ص105 ، والبيهقي ص73 ، والمفردات ص707 .

(2)       البخاري في كتاب التهجد ، باب الدعاء والصلاة من آخر الليل 1/384 (1094) .